كانَ زكي مُبارك عاشقاً للعربيّة، مُكافِحاً بِها، يعلمُ أنّ لُغةَ الشّعبِ هُويّتُه، فقد كانتْ عُرُوبَتُهُ لَها أصلٌ ثابتٌ بجَنانِه، وفَرعٌ لائحٌ بلِسانِه، تجري مِنهُ مجرى الدّم، وترشحُ عِطراً زكيّاً مُباركاً.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
تعاقبتْ أجيالٌ مِن العباقِرة بشتّى الحضاراتِ والأُمم، والأمّةُ الإسْلاميّة لمْ تكُنْ بِدعاً مِنها، بل كانتْ صاحِبةَ الحظّ الأوفَر؛ فقد بزغَ فِي سماءها نُجومٌ كثيرةٌ اهتدى بِها السّائِرون فِي سُبُلِ المعرِفة.
عالم مادي، يقدس المادة ويستحقر الروح، هنا تفوز الصوفية بروحانياتها، بمضامينها ومعانيها أن تكون صوفيا أي أن تصير إنسانا يسعى في حياته بين الذكر والفكر، يمتلئ قلبه حبا ويفيض رحمة.
لماذا نُحجّر واسعاً ونُضيّق رحباً في شيء لم تَقُمْ الشّريعةُ بحسمه، وتركتْ المجال فيه قائماً للأنظار والفُهوم المختلفة، ولماذا نتعصّب لآرائنا ونتكلم وكأنّنا استحوذنا على الحقّ المُطلق؟!
خيالٌ خصْب، طُموحاتٌ بريئة، أفكارٌ لطيفة، روحٌ سامية، وقلبٌ نقيّ، تنادي بي الأشواق إلى ماضٍ جميل، إلى أحلامُ الطّفولة، لا تسخروا منها، فهي من ستنقذ البشرية في يومٍ من الأيام.
إنّ هوس إرضاء الناس الذي في داخلنا كان مَعَنَا مُنذ أن كنا أطفالًا، حينما كنا نحاول أن نفعل كلّ شيء بأنفسنا، إذْ كنا نحاول لفت الأنظار إلينا.
عند رغبتنا بالقيام بعملٍ ما، غالبًا نُفكّر بردة فعل المجتمع والناس من حولنا، وما إذا كانوا سيتقبلونه أم لا، وبمدى الثناء والمديح الذي سنتلقاه إذا فعلنا ما يُمليه المجتمع علينا.