باعتماد الهوية العربية ومقاومة الاستبداد والإيمان بالديمقراطية ومواجهة الهيمنة الغربية والسعي لاستقلال القرار السياسي والاقتصادي وصولاً لتحقيق التكامل العربي بكل الدرجات والمستويات الممكنة يمكن تقديم تيار رئيسي في الأمة ينطلق من هذه المبادئ ويؤكد عليها كقاعدة عمل أساسية.
بدر الإبراهيم
بدر الإبراهيم
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
ليس من المناسب في اللحظة الراهنة إصدار أحكام على الثورات العربية ومآلاتها، ولا تقييم تجربة القوى السياسية التي صعدت إلى الحكم بعد الربيع العربي في أكثر من بلد، فما زلنا في بداية المشوار، وما زالت الثورات مستمرة في محاولة تحقيق أهدافها.
جاءت نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية في جولتيها الأولى والثانية لتسجل هزيمة لبقايا نظام مبارك، لكنها أبرزت العديد من المشاكل داخل الصف الثوري. وعكس الفوز الصعب لمرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسي حجم الخطر الذي كان يتهدد الثورة أثناء هذه الانتخابات.
لا يمكن تجاهل حقيقة مفادها أن نسمات الربيع العربي هبّت على شعوب المنطقة بفعل حراك شبابي فاعل أسس لمرحلة التغيير, بدايةً من إضرام البوعزيزي النار في جسده ووصولاً لتلقف الشباب العربي شعلة النار وإحراق الأنظمة المستبدة في أكثر من بلد عربي.
تعززت حالة الفراغ القيادي في العالم العربي على مستوى الدول العربية الفاعلة في الإقليم مع الثورات العربية وإرهاصاتها، لكن هذا الفراغ كان سابقاً على الربيع العربي، وكان تعبيراً صارخاً عن الفشل الذريع للدول العربية في لعب دور قيادي مؤثر يجتذب الجماهير العربية.
في العقد الأخير مثلت قضية المرأة وحقوقها مادة دسمة للاشتباك الفكري بين النخب الليبرالية والتيار السلفي في السعودية، وبرزت نقاشات حادة وطويلة تمحورت في الأساس حول تمكين المرأة اجتماعيا، وتم التركيز بوضوح على قضيتي قيادة المرأة للسيارة والاختلاط بين الجنسين.
لم تكن الغالبية الساحقة من النخب العربية قادرة على توقع الانفجار الشعبي الذي بدأ في تونس وامتد إلى أكثر من قُطْر عربي، فأقصى ما كان يدور حوله حديث هذه النخب في مسألة التغيير السياسي يتمثل في الصراع بين أجنحة الحكم بالبلدان العربية.