هناك مقولة انتشرت بين القرّاء يقول صاحبها: حين نجمع الكتبَ فإنّنا نجمع السّعادة. وهي مقولة ليست على إطلاقها، وتحتاج إلى تفصيل، فما نوع هذه الكتب؟
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
أنا لا أقصد تثبيط الكَتَبَة وخذلان أهل الموهبة من الذين يشعرون بدودة الكتابة تنغلُ في أعماقهم، بل أشجّعهم للمضي قُدُما في سبيل هذه الرسالة السامية التي هي من أشرف الرسالات.
“من العمل الجيّد الذي عُدتُ إليه رواية الكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكي “زوربا”، عدت إليها لأنّي ما أزال أحسّ بأطياف المُتعة في قراءتي الأولى” هكذا قال الأستاذ غلاب عن تلك الرواية.
التأليف ما انطوى على عمل إبداعي ولو قلّت نسبة الإبداع والابتكار فيه.أمّا النّقلُ المُجرّدُ،أو التّجميع العشوائي أو التَّكْرار،أو المحاكاة،أو الانتحال لصور أخرى سابقة فلا يُعدّ ذلك إبداعًا ولا ابتكارًا.
علماء الدُّنْيَا المنتسبون إلى هذا الدّين يلبسون النّاعم من الثّياب ويركبون أفخر السّيّارات، لكنّهم جبناء عبدوا الحكّام، آثروا الحياة الدُّنْيَا على الآخرة فأذلّهم الله ونزع من قلوب النَّاس هَيْبَتَهم.
كتاب الأغاني فإنّ من أراد متعة الأدب، وطلب جيد الشّعر، وأراد الإحاطة بأخبار الشّعراء والمُغنّين، للذّة الأدبية وتقوية الملكة البيانية، فلا يجد كتابًا أجمعَ لهذا كلّه منه.
من الإرهاب الفكري الذي تمارسه بعضُ الجماعات المُتنطّعة تحذيرهم من قراءة الكتب، والتشديد في ذلك، دليلهم مقولة في حق الكتب: (من كان شيخه كتابه، فخطؤه أكثر من صوابه).
كانت وفاتُه تحتَ رُكام الكتب التي تهدّمت عليه، إنّه شهيدُ الكتب والقراءة، لقد كان قارئًا بمستوى حضاري إنساني عالمي، ولكتبه طعم وذوق خاص، وذلك لعالميته في القراءة، ولإنسانيته في الثّقافة.
لكاتب الحق هو مَن يحمل أمانةَ القلم، وأمانةَ الكلمة؛ لأنَّ النَّاس الذين يقرؤون له يُصابون بالإعجاب والتقدير والاحترام، ومن ثَمَّ تَجدهم يحاولون محاكاته وتقليده والاقتداء به.
لا تستهن بهذا الموقع “فيسبوك” وغيره من مواقع التّواصل الاجتماعي، فبسببه قد تؤلّف كتابًا، أو تلتزم بفريضة، أو تقلع عن إثم، أو تكفّ عن تبني بدعة، أو تغيّر منهجك المنحرف.