يُعبِّر سلوك إحراق الذات – عادةً – عن قنوطٍ من نوع ما، لكنّ بوشنل، ضابط الطيران الحربي الشابّ، تصرّف كمن يتقدّم بخطى واثقة نحو مهمّة نبيلة. اختار التضحية بنفسه لأجل فكرة عبّر عنها بمفردات إنسانية.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
ذ يُقال أنّ العالم بعد السابع من أكتوبر لن يعود كما كان؛ فإنّ أحد وجوه التحوّل المشهود هو دقّ المسامير في نعش دعاية التضليل وخروج مدرستها القديمة من التاريخ
ارتضى القادة الغربيون أن يكون بنيامين نتنياهو قائد حملتهم الضارية التي ترفع لواء “الخير” في وجه “الشرّ” وقناديل “النور” التي تقتحم “الظلام”.
إن كان هذا ما تنتهجه وسائل إعلام “مهنية ورصينة”؛ فإنّ حمّى المزايدات وشيطنة الشعب الفلسطيني انفلتت من عقالها في صحافة الرصيف ومنصّاتها الشبكية.
تربِّي السوق الأجيال الجديدة على الثقافة الاستهلاكية مستعملة حيلا شتى، دون أن يفطن الأهالي غالباً إلى ما يفعله هذا الإغراق بأطفالهم وقد لا يجدون فكاكا من هذا الإغراق الذي يستولي على الأجيال الجديدة.
ابتدأت المساعي بالتشكيك في أهلية الدكتور محمد مرسي لأن يصعد إلى رئاسة مصر مع إظهار الاستخفاف به. ألصق متحدِّثو الشاشات به نعوتاً وأوصافاً ذميمة منذ ترشّحه، بإظهاره مجرّد بديل احتياطي عن مرشّح آخر.
في ظلال هذه الحالة المتّصلة بالمأزق العربي الراهن ومخاضاته الشاقة؛ ترضخ بعض النخب العربية لعقد تحكم تفكيرها؛ فلا ترى سواها أو لا تُبصر ما يعلوها، وهي عند بعضها عقدة التاريخ، أو عقدة الغرب.
بعض التحريض والكراهية إذ يتذرّعان بالسماء؛ فإنّ بعضهما الآخر متّصل بالأرض حتماً وبمذاهبها ومشاربها، بخلاف الانطباع الزائف الذي يحاول بعضهم تشكيله بربط التطرّف والمروق والعدوان بالأديان.
النظام العلماني قد يدفع باتجاه إنضاج الحالة الكهنوتية على طرائقه، بصفة صريحة أو رمزية، وقد يسعى بالتالي إلى توفير الغطاء التشريعيّ اللازم لذلك مع آليّاته الإجرائية.
كشفت أزمة كورونا اضطراب النظرة إلى الذّات الجمعية، أي “نحن”؛ وإلى الآخرين أيضاً. أفصحت تداولاتٌ شبكية رائجة في موسم الجائحة عن منطق ساذج يستعلي على الشعوب.